قصه يوم الفلانتين
– عجبتك الهدية؟!
= اه جميلة.. جميلة جداً.
– مالك؟!
= م.. مفيش، اه.. حاسة حاسة بصداع.
كنت قاعدة مش فاهمة أي حاجة، كإني مش فاكرة حاجة، صور عمالة تعدي قدامي بسرعة، وحاسة بصداع شديد، غير وجع في جسمي كله، دماغي، لأ.. وجع لا يطاق، رجعت بصيت قدامي مرة تانية، كان شادي بيبصلي وبيبتسم، وأنا في ايدي علبة حمرا، فيها سلسلة، ايوه النهاردة ١٤/٢.. الڤلانتين، بس أنا حاسة إن في حاجة غلط، مش عارفة أنا جيت هنا ازاي، أو مش فاكرة!
بصيت حواليا، كنا قاعدين في مطعم، كله طرابيزات مكونة من كرسيين، الضوء الأحمر الخافت مسيطر على المكان، الي مكنش فيه غيري أنا وشادي، صدااع مرة تانية، مسكت راسي المرادي وصرخت، وبدأت.. بدأت أشوف مشاهد، صرخات، عياط، بدأت أحس برعشة في جسمي كله، إيدي بتتهز وحاسه بنبضات قلبي سريعة.
– هايدي أنتي كويسة، هايدي!
لحد ما سمعت صوت الصفير الشديد، في دماغي، حسيت إني غبت عن الوعي، وبدأت أشوف المشاهد بصورة أوضح وكإنها في فيلم قديم..
كنت قاعدة في الأرض، إيدي ورجلي مربوطين بسلاسل حديد، ومربوطة في الحيطة، في قماشة مربوطة على بوقي مانعة صرخاتي من إنها تطلع، بصيت حواليا، مكان شبه مهجور، كإنه جراچ كبير تحت الأرض، الحيطان من خرسانة ومش مدهونة، و.. وفي ٣ بنات مربوطين زيي بالظبط.
دخل الشخص الي كان لابس قناع، قناع على شكل خنزير بري، والي كان شكله مرعب لأقصى حد، والي اول ما دخل بدأنا نصرخ، أو بنحاول بمعنى أصح، كنا.. كنا مرعوبين، بدأ يتحرك بخطوات باردة قدامنا كالعادة، ٣ أيام تقريباً واحنا ع الحال ده، بعد ما اتخطفنا كلنا بنفس الطريقة؛ خبطة على الدماغ وبعدين لقينا نفسنا في المكان المرعب ده، مرميين ع والأرض، مربوطين، بيتحطلنا بقايا اكل كل فين وفين، وياريتها وقفت لحد كده.
اتحرك ناحية مريم، الي كانت بتصرخ، قبل ما يطلع المشرط الي معاه، ويبدأ يشرح في جسمها، كتفها، رقبتها، رجلها.. جروح سطحية، من غير عمق بس كانت قادرة تشق طبقة الجلد وتسبب شعور رهيب بالألم.. م.. م أنا مجربة، عدى علينا واحدة واحدة واحنا بنموت من الرعب، كان بيضحك وكإنه سعيد بده، قبل ما يبدأ يتكلم بصوته الغليظ والي كان باين إنه متغير بطريقة مش عارفاها، وسط صرخات الألم..
– النهاردة أخر يوم، ليكم هنا.. أو على الأرجح لواحدة فيكم يعني.
صمت ملى المكان، مكناش فاهمين حاجة، قبل ما يكمل..
– واحدة بس الي هتنجو، وساعتها هتنول الشرف.
شرف ايه وهتنجو ازاي؟! محدش فاهم حاجة، خرج، قفل الباب وراه واحنا بنبص لبعض بدهشة، بس عدى دقيقتين ولقيناه فوق، في الأوضة الي غالباً صغيرة من وجهة نظري، وكان الإزاز بتاعها البني بيبص ع المكان الي احنا فيه، والي بيقعد فيها دايما بيتابع فيها لحظات الألم الي بنعيشها في المكان ده، شاورلنا بإيده، وبعدين داس على حاجة تقريبا؛ لإن السلاسل الي احنا مربوطين فيها كلها اتفكت.
مصدقتش وشلت القماشة من على بوقي بسرعة قبل ما اخد نفسي، وكلهم عملوا زيي، سمعنا صوت من السماعات الكبيرة، الي جنبنا، كان هو، بيتكلم دايما من الميكروفون الي عنده فوق..
– قدامكم ساعة بالظبط، يا واحدة تعيش يا هتموتوا.. كلكم.
الكلام كان واضح، بس عقلنا مكنش قادر يتقبله، بدأنا نزعق ونصرخ ونشتم، بس كان قاعد عمال يعمل صوت مستفز ببوقه كإنه مش سامعنا، ” بوم بوبوم بوم.. ” وكإنه بيضيف موسيقى تصويرية حماسية، كان مختل عقلياً، فضلنا احنا الأربعة نبص لبعض، ” باقي من الزمن ساعة إلا ربع.. ” كان بيقولها وهو عمال يضحك زي المجنون، مش قادرين نشيل عنينا من على بعض.
– لازم نلاقي حل.
ندى كانت بتبص في الأرض وهى بتقول..
– م.. مفيش حل، هيموتنا كلنا.
سارة كانت ساكتة، نظراتها كانت حادة جدا، بس فجأة سمعنا صوت، كلنا اتخضينا ساعتها، بصينا ناحية الصوت، لقينا أداة كبيرة عاملة زي الفاس واقعة، تقريباً هى الي عملت الصوت ده، بس جت مني.. بصينا فوق لقيناه مطلع إيده من الشباك الي كان مفتوح وهو بيقول..
– أوبس.
كان.. كان قاصد، سارة جريت على السلاح، حاولنا نهديها ” سارة اهدي ” بدأت تبص ناحيتنا واحدة واحدة وهى بتقول..
– واحدة بس الي هتعيش، واحدة بس.
تتبع..
الجزء التاني هينزل بكرة إن شاء الله.
قصه يوم الفلانتين
الجزء التاني #يوم_الڤلانتين_
كان.. كان قاصد، سارة جريت على السلاح، حاولنا نهديها ” سارة اهدي ” بدأت تبص ناحيتنا واحدة واحدة وهى بتقول..
– واحدة بس الي هتعيش، واحدة بس.
ندى بدأت تصرخ في رعب، سارة كانت بتتحرك ناحيتنا واحنا بنرجع براحة، بس فجأة ندة بدأت تصرخ وتجري ناحية سارة زي المجنونة قبل ما سارة تضربها بالأداة في رقبتها، ندى مسكت رقبتها، وقعت في الأرض، ونافورة دم طالعة من رقبتها وهى بتحاول تاخد نفسها وبتعيط، لحد ما لقطت أنفاسها الأخيرة.
سارة بقت تبص زي المجانين ناحيتنا، واحنا بنترعش من الخوف، كنا بنرجع لورا براحة واحنا بنحاول نقنعها إن في حل وسط أصوات هتافات مستفزة جاية من شخص مجنون..
– سارة.. سارة.
سارة الحماس أخدها فعلاً، وبدأت تجري ناحيتنا، فجأة حسيت نفسي بتزق ناحيتها، مريم زقتني، عشان اخبط في سارة ونصل السلاح الي في إيديها يخبط في كتفي والي متوقعتش إنه حاد للدرجة دي عشان يسبب جرح بطول دراعي، صرخت قبل ما نوقع أنا وسارة ع الأرض، وسلاحها وقع جنبها على بعد متر وشوية تقريباً، اول ما وقعت وجهت نظرها ناحيته، عشان تلاقي مريم بتجري ناحيته.
بس سارة كانت أقرب، نطت بجسمها على السلاح، عشان تلاقي مريم بتهجم عليها عشان تلحقه، بس سارة كانت مسكته وحطته في بطن مريم؛ الي مسكت بطنها وعينها بتبرق ناحية النصل الي متمركز في بطنها، ومش قادرة تشيله، مش مصدقة، عين سارة كانت بتتابعها وهى بترجع لورا وبتقع، بس معملتش حساب هجومي عليها.
قعدت بجسمي كله عليها، مسكت في رقبتها وأنا بصرخ، بصرخ من الخوف، ومن الألم، ومن الغضب، قبل ما اكتشف إن سارة بعد مقاومة مدامتش كتير، مبقتش تتنفس! وشها مخنوق، وعينيها مبرقة وكإنها قربت تطلع من مكانها، سارة ماتت.
– أوووو.. معانا فايزة هنا.
أنا قتلت سارة! أنا مش مصدقة! بصيت لإيدي، قبل ما اسمع صوت خطواته وهو نازل، مكنتش خايفة منه، جريت على السلاح الي في بطن مريم، شديته، جريت ناحية الباب وأنا بصرخ قبل ما يتفتح عشان الاقيه في وشي، موجهة السلاح ناحية صدره، هموته، في حركة سريعة جدا منه اتفادى الضربة، بقى على شمالي، مسك رقبتي، وضربني ضربة سريعة، على إيدي عشان السلاح يوقع، همس في ودني..
– ساذجة أوي.
ضربني بسن في رقبتي، تقريباً حقنة، وبدء يريح جسمي على الأرض براحة.. بفقد الوعي.
– هايدي، هايدي انتي كويسة؟!
شادي بيحاول يفوقني، للحظة كنت هخرج من المشاهد دي، بس رجعت مرة تانية، شوفت قناع الخنزير البري، كان بيشيل القناع وهو بيقول..
– كلكم مكنتوش قادرين تفهموا إنكم ملكي، مش أنا الي يتقالي لأ، اه نسيت اقولك ع الجايزة، مممم.. هتنولي شرف إنك تخرجي معايا يوم الڤلانتين، نتعشى، أنا وانتي.. Happy..
شال القناع، كان.. كان شادي! الي كان ماسكني وهو بيبتسم وبيكمل كلامه..
– valentine day.قصه يوم الفلانتين
برقت، واتنفضت من مكاني، ايوه افتكرت كل حاجة، بعدت عن شادي، خطيبي القديم، الي فسخنا خطوبتنا من فترة، رجع اترجاني أرجعله بس رفضت، كنت عارفه إنه شخصية نرجسية، متملكة، بس متوقعتش إنه يكون سيكوباتي ومجنون بالشكل ده، بعدت عنه وأنا بقوله..
– ابعد عني يا مجنون.
برق زي المجنانين وقالي..
– مجنون عشان بحبك؟! ده أنا عملت كل ده عشانك! بس غريبة، الراجل قالي إن مفعول البنزوديازيبينات دي بيبقى أطول من كده، المفروض متفتكريش حاجة الا بعد يومين مثلاً، عمال أحطلك في الأكل من يوم ما.. ما حبستك في مكاني المتواضع.
– أنت مستحيل تكون بني آدم طبيعي، أنت مجنون.
– برضو! على العموم أنا كده كده كنت ناوي اتخلص منك بعد ما نقضي يومنا الجميل، بس أنتي الي مصممة تهدي كل حاجة حلوة.
لقيته بيحط إيده في جيب بنطلون البدلة من ورا و.. وبيطلع سكينة كبيرة..
– أنت.. أنت هتعمل ايه؟!
– ممم.. سؤال غريب، هنقطع التورتة طبعاً.
قالها وهو بيضحك زي المجنون وبيجري ورايا، زقيت باب المكان وطلعت أجري، كان بيجري ورايا وأنا بصرخ، الدنيا كانت ضلمة، و المكان كان فاضي، كنت بنادي على أي حد عشان ينجدني، لحد ما سمعت صوت ورايا، كإن حد بيتكعبل، بصيت.. لقيته شادي، وقع وهو بيجري والسكينة اترمت، بقت جنبي.
مسكتها، الغضب كان تملك مني، الألم في كل جزء في جسمي، الخوف اختفى واتحول لرغبة انتقام بتحركني ناحيته، بدء يزحف ع الأرض لورا والرعب في عينه، كان بيترعش..
– أرجوكي لأ.
كان خايف، لقيتني بضحك بجنون، كنت سامعة صوت همس من جنبي، كإنه استنجاد، صوت أنثوي، أكيد أصوات البنات الي ماتت بسببه، أرواحهم سعيدة بالانتقام، كنت بقرب منه وهو بيرجع، لحد ما بقى على حافة الجبل، خطوة ويموت، خطوة وانتقم..
– استني.
سمعت الصوت جي من ورايا وبصيت.
——————–
– استني.
أخدت نفسي بعد ما لقيتها أخيراً، كانت واقفة، ماسكة السكينة، وهو قاعد قدامها مرعوب، خطوة لورا ويقع، بصتلي بدهشة وهى بتقولي..
– أنت مين؟!
– استني هفهمك على كل حاجة بس سيبيه.
الغضب ملى وشها وهى بتقول..
– اسيبه ازاي؟! أنت عارف ده عمل ايه؟!
وبدأت تحيكلي على كل الي حصلها قبل ما أقولها..
– أنا عارف، بس.. بس ده مش شادي.
رفعت حاجبها وكإنها مستغربة الكلام وبعدين بصت عليه مرة تانية قبل ما عينيها تتفتح على أخرها كإنها مش مصدقة، كإنها أول مرة تاخد بالها إنه شخص تاني، قعدت ع الأرض وعينها بدأت تدمع وهى بتقول..
– أيوه، ده مش هو صح أنا.. أنا مش فاهمة حاجة!
قربت منها وقعدت جنبها، وقولتها..
– ساعات بنبقى في حاجات مش فاهمنها ومهما حاولنا نفهمها مش هنقدر، لإنها بتبقى خارجة إن إدراك عقلنا البشري.
– قصدك ايه؟!
– قصدي إن شادي مات، وقع من فوق الجبل ده.
– مات؟! مات ازاي؟! وامتى؟! أنا كنت قاعدة معاه من شوية، مش النهاردة ١٤/٢ سنة ألفين و..
– اتنين وعشرين.
– ايه؟!
قصه يوم الفلانتين
ورتها ورقة الجرنار الي فيها الحادثة وبدأت اقول..
– ايوه، الحادثة بتاعتك حصلت ٢٠١٢، من عشر سنين، لما لقوا بقايا جثث البنات الي الشاب المختل الي اسمه شادي كان حابسهم، لما فضلتي تتحركي بالسكينة ناحيته لحد أخر الجبل، بس في اللحظة الأخيرة قدر يمسك إيدك ويطعنك، بس وانتي بتاخدي أنفاسك الأخيرة، وقعتي بتقل جسمك عليه ومسكتيه عشان تلاقوا مصيركوا في نهاية الجبل. ويلاقوا جثثكوا أسفله.
– أنت بتقول ايه؟! أنت قصدك إن أنا..
– ايوه.. أنتي ميتة، من عشر سنين، ملحقتيش تشوفي مشهد موت شادي، وبقيتي بتظهري كل سنة في نفس الميعاد، في نفس المطعم الي رغم الكلام الكتير الي عليه بيجي اتنين مخطوبين على الأقل يقضوا يومهم فيه، وأنتي بتعيدي الحادثة بكل تفاصيلها، عشان كل سنة في نفس الميعاد ينتحر شاب من فوق الجبل لسبب مجهول.
بصت ناحية الشاب تاني والي لقت خطيبته جنبه بتهديه، واتفاجئت كإنها لسه ملاحظة وجودها، بصتلهم وقالتلهم..
– أنا آسفة.
وبصتلي وقالت..
– أنا آسفة، يعني.. شادي مات؟!
شاورتلها براسي قبل ما تتحرك من مكانها مشيت عكس اتجاه طرف الجبل، فضلت ماشية لحد ما.. اختفت.. اختفت تماماً.
#النهاية
قصه يوم الفلانتين